المجموعة القصصية (ثلاث لحظات اخيرة) لوائل طه و ديوان (فى الجامعة) لهانى مهران
فى مكتبة البلد
الموت اول مرة
الموت اول مرة
على الرغم من ان أمرها قد لا يعنيه بتاتا ، إلا انه لاحظ توترها و انفعالاتها المبالغ فيه، ثمة ارتجافة سرت عبر جسدها كله ، منطلقة من كتفهاـ حين لامسه بأنامله اللزجة ـ و اجتاحت اعضاءها ، شعرت به هى كتيار كهربى منطلق من صميم روحها.رفعت عينيها تجاهه، فهالتها لك النظرة المرتسمة على عينيه، حتى ان ابتسامتها الجذلة، شبة الماجنة ، المرتبكة تاهت منها.
وبيد خبيرة ، اعتادت على ما تفعله، جعل ينزع سنوات عمرها، و يمزقها، و بضربة واحدة أعادها إلى العصور الحجرية، جعل منها قربانا لإلهه الوثنى.نزع عنها ورقة التوت الاخيرة و أخذ ينبش و يفتش طيات اللحم البارد،و يمزق عنه جلده.أرسل شرايينها شريانا ً شريانا، يتخبط فى الفضاء، إلى ان وصل إلى منتهاها، زفر زفرة الخلاص و شهقت هى شهقة الاستسلام.
رحل عنها، تاركا اياها تتشحط فى دمائها، رامقةً ذلك الخيط الدافئ القانى، المسال أرضا ، غير مدركة انها ماتت منذ دهر.
وائل طه
26/9/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق