الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

قصة قصيرة لبسنت عادل - التشميس

التشميس


قصتنا تبدأ من سيناء شبه الجزيرة المصرية التى كانت تحتلها اسرائيل فى يوم من الأيام.
سأتحدث معكم اليوم هنا عن ظاهرة تحدث غالباً فى كل القبائل، وهى منتشرة كثيراً فى سيناء.وهى تعنى طرد أحد الأشخاص من القبيلة بسبب خروجه عن تقاليد و أعراف القبيلة. وهى ما نطلق عليها ظاهرة التشميس.
سأقص عليكم قصة حدثت بالفعل منذ فترة غير بعيدة فى سيناء. ولكى نفهم ما يمكن أن ينتج من عواقب وخيمة لهذة الظاهرة, لذلك سنعود إلى الوراء قليلاً لنسمع عويل امرأة وهى تنجب طفلاً. ها هو يوم مولد بطلنا الذى يصر والده أن يسميه سيف متمنياً أن يصبح أبنه سيفاً كاسمه فى تنفيذ تقاليد القبيلة.
ها نحن نرى سيف يترعرع فى قلب القبيلة يتطبع بطباعها الجميلة من الشهامة و المروءة و الشجاعة ناهيك عن التعصب الأعمى لما هو حق له أو للقبيلة أو ما ليس حق و استخدام القوة لاسترداده أو الاستيلاء عليه.
وطبقاً لعادات القبيلة, كان يجب على سيف أن يتزوج من ابنة عمه و لكنه كان أحب أخرى من خارج القبيلة و رفض بشدة الزواج من ابنة عمه.
فقد حاول هذا الإنسان المتهور بعض الشيء أن يظفر بكل شيء حتى حبه بالقوة لذلك لم يقبل بسهولة أن يفقد حبه مقابل أن يتزوج من ابنة عمه لمجرد أن يحقق تقاليد القبيلة لذلك كان من نصيبه الطرد وحرمانه من كل الامتيازات التى تمنحها اياه القبيلة.
وتغير سيف كثيراً و تمرد على كل شيء حتى على نفسه و اصبح يكره كل قبيلته، وهو الذى وفق هذا الموقف مراراً, فكان يقف فى وجه كل من يحاول خرق قواعد القبيلة و ها هو ذا يفعلها اليوم. وانتقل كره سيف إلى كل شيء حتى وطنه.
ما مصير سيف الآن بعد كل ما حل به؟
لقد عرفت من مصدر لن أذكره لأنى لا أرى أن ذكره سيضيف شيئاً للقصة أن سيف قد أنضم إلى جهة أجنبية تعمل فى أعمال غير مشروعة و تأخذ من إدارة المشروعات السياحية واجهة لها.وهذة المنظمات تكون منتشرة سراً بكثرة فى معظم المناطق التى يمكن أن تعتبر سياحية مثل سيناء و شرم الشيخ.
وقد عملت هذة الجهة على تثقيف سيف بدءاً من الكتابة و القراءة و تعلم اللغات مثل الانجليزية حتى تعلم الحاسب و استخدامه للمراسلة بينهم, فكان يمدهم بالمعلومات التى يريدونها و هم يرسلون له التعليمات و المكان التى ستتم فيه العملية.
وقد اصبح سيف يملك ثروة لا بأس بها, و استطاع أن يتزوج من الفتاة التى أحبها وانتقل إلى العيش فى قصر فخم فى القاهرة.
وقد توفى فى أحدى العمليات التى يقوم بها و هى عملية شرم الشيخ الاخيرة تاركاً وراءه زوجته و هى تحمل اول طفل لهما. و لقد لقى مصرعه بأبشع طريقة ممكنة فقد توفى فى الانفجار الذى أحدثه هو و معاونه بسبب خطأ ما فى تنفيذ خطة العملية.
و ها هو يدفع ثمن خيانته لوطنه.
بسنت عادل

هناك تعليقان (2):

يوسف طه حسين يقول...

بداية موفقة يا بسنت والى الامام دائماً.
ولكن حاولي الا تـخـلو القصة من الصور الكلامية والاخيلة حتى لا يميل الاسلوب الى الشكل التقليدي.
شكراً
يوسف طه حسين

يوسف طه حسين يقول...

اقصد الشكل التقريري